خزينة التسجيلات

الخزينة الوطنيّة، حيّز للذاكرة

تمثّل الدار الأنيقة التي تعرف بالقبّة البيضاء ما يشبه برج الزاوية بالنسبة إلى قصر البارون ردولف ديرلانجي. وتؤوي هذه الدار التابعة لقصر النجمة الزهراء منذ 1994 مصالح الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية الوطنيّة وهي واحد من الأقسام التي تكوّن مركز الموسيقى العربيّة والمتوسّطيّة. وهي على غرار المتحف أو المعرض الدائم لآلات الموسيقى أو ورشة الآلات الموسيقيّة فضاء مهدى إلى الموسيقى يستقبل رجالاتها والمولعين بها والباحثين فيها.
 
وتضفي الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية الوطنيّة على مركز الموسيقى العربيّة والمتوسّطيّة بعدا جوهريّا يتمثّل في المحافظة على التراث المسموع تجميعا للوثائق الصوتيّة ومعالجة لها وحفظا لها بواسطة الإيداع القانوني الفونوغرافي. 
وبإحداث الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية، هذا الفضاء للذاكرة، ينجز مركز الموسيقى العربيّة والمتوسّطيّة أحد مشاريعه الأساسيّة ويتصرّف باعتباره مؤسّسة متعدّدة الوظائف تعمل لتطوير الموسيقى وفق رؤية متعدّدة الاختصاصات.

 المهمّة:

تتمثّل مهمّة الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية في جمع رصيد التسجيلات الصوتية الوطنية ومعالجتها وحفظها وترميمها وبثّها وإعادة نشرها

 الإيداع القانوني :

يعدّ الإيداع الشرعي الوسيلة والأداة الأكثر أهمّية في عملية الجمع ويسمح هذا الترتيب القانوني الإلزامي بحفظ الذاكرة الصوتية الوطنية وصيانتها. وينصّ قانون الإيداع القانوني، بعد تنقيح نصّه، على وجوب إيداع نسخة من كلّ إنتاج مسجّل يوضع على ذمّة الجمهور لدى الخزينة الوطنيّة للتسجيلات الصوتية.

  الجمع الميداني:

من ضمن هياكل خزينة التسجيلات الصوتية وحدة مكلّفة بتأمين التأطير الفنّي والعلمي لمشاريع البحث وعمليات الجمع الميداني. وستتولّى هذه الوحدة إنطلاقا من دراسة دقيقة للوضع الراهن تحديد أولويات تدخلاتها. وستسعى هذه الوحدة إلى أن يكون عملها شموليا ومنتظما يؤدّي في النهاية إلى حصيلة وافرة من التسجيلات الصوتية والمنشورات المرافقة.

نقل الأرصدة الخارجية:

نقل أرصدة التسجيلات الصوتية التونسية التي هي بحوزة هواة جمع التسجيلات ومؤسسات الحفظ وستعمل خزينة التسجيلات الصوتية على استعادة أكبر قدر من أرصدة التسجيلات الموجودة حاليا في حوزة مؤسسات وطنيّة أو أجنبية مختصّة في حفظ التّسجيلات الصوتية. كما ستنتهج الخزينة نفس الطريقة حيال هواة جمع التسجيلات الصوتية الخواص.

  التبادل:

سيتيح تبادل الوثائق الصوتية الأصلية أو نسخ منها مع المؤسسات المشابهة سدّ الثغرات المحتملة في مجموعات الخزينة. وهكذا فإنّ سياسة التبادل تعتبر عنصرا مكمّلا للوسائل والأدوات المستخدمة لإثراء رصيد الخزينة المتنوّع من التّسجيلات الصوتية.

المعالجة الوثائقية:

تتولّى خزينة التسجيلات الصوتية معالجة الوثائق التي تجمعها معالجة وثائقية بالإعتماد على قواعد التصنيف والفهرسة الدولية المعمول بها حاليا. وسيتيح التكشيف العلمي للوثائق إستعادتها عبر مداخل متعدّدة. وستكون مختلف عمليات المعالجة الوثائقية من تصنيف وتكشيف وبحث وثائقي آلية تعتمد على الحاسوب ممّا يضفي عليها في نفس الوقت السرعة والفعالية. وبفضل قاعدة المعلومات التي ستنشئها خزينة التسجيلات الصوتية سيكون بالإمكان الوقوف على  حجم ومحتوى الرصيد الوثائقي الصوتي الوطني في مدّة وجيزة للغاية.

 الحفظ:            

يتمّ حفظ الوثائق الصوتية التي يقع جمعها في أفضل الظروف من حيث درجة الحرارة والرطوبة مع توفير أقصى تدابير الحماية لها. وستعمل خزينة التسجيلات الصوتية في مجال حفظ الوثائق على المدى الطويل على إتّباع سياسة حذرة تقوم على الحفظ المزدوج للوثائق وذلك على شكل تسجيل تقليدي ميكانيكي وتسجيل رقمي. وسيسمح هذا النّوع الأخير من التسجيل من تسهيل عملية الاستماع.

  الترميم:

تتوفّر ورشة الترميم التابعة لخزينة التسجيلات الصوتية الوطنية على أحدث المعدّات والتقنيات في ميدان ترميم الوثائق الصوتية التي لحقت بها أضرار. وستسخّر الورشة آخر ما تمّ التوصّل إليه في مجال المعالجة الرقمية للصوت لترميم التسجيلات الصوتية (أشرطة، أسطوانات) المتضرّرة وذلك بتوخّي كلّ الدقّة والمهارة المطلوبتين. وبعد عمليّة الترميم يتمّ نقل هذه التسجيلات على أوعية تقليدية أو رقمية ممّا يجعلها في مأمن من عوامل التلف ويسهّل الإطّلاع عليها ونشرها أو إعادة نشرها.

  إبراز القيمة والبثّ:

يجب أن لا يكون جمع وحفظ الوثائق الصوتية التونسية بأيّ حال من الأحوال هدفا بحدّ ذاته وأن لا تتحوّل إلى مهمّة تحنيط للتراث الموسيقي التونسي. ومع السهر على احترام وصيانة حقوق المؤلفين المتعلّقة بالملكية الأدبية والفنّية وبالاستنساخ الميكانيكي للوثائق الصوتية فإنّ الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية ستحرص على إعطاء نفس جديد لهذا التراث وإعادة الروح لذاكرة كثيرا ما اعتراها الوهن، وذلك عن طريق عمليات النشر أو إعادة النشر على أوعية صوتية حديثة وكذلك عن طريق إتاحة إمكانيات الاستماع إلى الوثائق المسجّلة على عين المكان وعن طريق برنامج مكثّف للنشر.

قاعة الاستماع:

بفضل غرف الاستماع المتوفّرة في هذه القاعة سيتمكّن الباحثون والدارسون وغيرهم من المختصّين بعلم الموسيقى من الإطّلاع على كلّ الوثائق الصوتية التي يحتوي عليها رصيد الخزينة. وسيكون طاقم الموثّقين المختصّين والأدوات المعلوماتية في خدمة هؤلاء الباحثين لتسهيل عملهم ومساعدتهم على نفض الغبار عن التراث الموسيقي الوطني وإعادة إبرازه.

نشر وإعادة نشر التسجيلات الصوتية:

ستكون مهمّة نشر أو إعادة نشر التراث الموسيقي التونسي من ضمن المهام الرئيسية للخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية على أنّ هذا الهيكل لن يكون بأي حال مؤسسة ذو أهداف تجارية. وعليه، فإنّ كلّ عمليات نشر وإعادة التسجيلات ستكون ذات منحى أكاديمي وعلمي أوّلا وقبل كلّ شيء.

 الإصدارات:

لن تقتصر عملية إعادة الإعتبار لرصيد التسجيلات الصوتية التونسية وإبراز قيمته الحقيقية على نشر هذه التسجيلات أو إعادة نشرها بل ستشمل أيضا على إصدار مجموعة من المنشورات المكتوبة المصاحبة المتنوعة مثل سجّل التسجيلات الصوتية التونسية (الفونوغرافيا الوطنية) وفهارس التسجيلات والمختارات. وستسعى الخزينة الوطنية للتسجيلات الصوتية إلى وضع عمليات الإصدار والنشر هذه في إطارها التاريخي والعلمي الموسيقي مع إبراز أبعادها التراثية الحقيقية.

 

© 2014 CMAM. جميع الحقوق محفوظة الموقع من تصميم All Best Services